فيديريكو كييزا.. من بداياته في فلورنسا إلى التحديات الجديدة في ليفربول
لم يكن من المستغرب أن يتحدث النجم الإيطالي فيديريكو كييزا بطلاقة باللغة الإنجليزية خلال أول مقابلة له بعد انتقاله إلى ليفربول، وذلك بفضل تعليمه المبكر في مدرسة دولية في فلورنسا. حيث قضى كييزا أربع سنوات في المدرسة التي كانت تدرس جميع المواد باللغة الإنجليزية، باستثناء اللغة الإيطالية. في عام 2015، أشار كييزا إلى أن والديه كانا يرغبان في توفير “عالم من الفرص” له، حتى في حال عدم تحقيقه لطموحاته الرياضية.
إضافة إلى ذلك، كان لدى والدي كييزا اعتقاد بأن تعلم اللغة الإنجليزية قد يكون مفيدًا أيضًا داخل الملعب. يتذكر كييزا تلك الفترة، قائلاً: “عندما سجلني والدي في المدرسة، أخبرني أن ذلك قد يكون مفيداً لي في كرة القدم يوماً ما أيضاً”.
كان والد فيديريكو هو إنريكو كييزا، مهاجم إيطاليا السابق الذي سجل هدفًا في ملعب أنفيلد خلال بطولة كأس الأمم الأوروبية 1996. كان لإنريكو تأثير كبير على فيديريكو منذ الصغر، حيث تظهر مقاطع الفيديو العائلية القديمة الأب وهو يشجع ابنه الصغير على تسديد أولى كراته في غرفة المعيشة.
إنريكو، الذي لعب لنحو 12 نادياً مختلفاً بدءاً من دوري الدرجة السادسة في إيطاليا وصولاً إلى أندية بارما وسامبدوريا وفيورنتينا في الدوري الإيطالي الممتاز، كان يشغل مركز المهاجم الصريح.
تخرج فيديريكو من أكاديمية فيورنتينا للناشئين في عام 2016، وسرعان ما تم وصفه بأنه “شخص مقدر له مسبقاً أن يحقق أشياء عظيمة”، نظراً لموهبته الطبيعية. ظهر لأول مرة في الدوري الإيطالي الممتاز مع فيورنتينا ضد يوفنتوس وهو في الثامنة عشرة من عمره، ثم أصبح لاعباً أساسياً بانتظام في غضون عام واحد. على عكس والده، لم يكن فيديريكو يلعب في مركز ثابت، بل كان يمكنه اللعب في جميع مراكز الخط الأمامي.
في موسم 2019/2020، الذي توقفت فيه البطولة بسبب تفشي فيروس كورونا، سجل فيديريكو 10 أهداف في الدوري الإيطالي الممتاز، مما دفع يوفنتوس للتعاقد معه في بداية الموسم التالي. كانت الصفقة في البداية على سبيل الإعارة ثم تحولت إلى صفقة نهائية بقيمة 45 مليون يورو. في الموسم نفسه، سجل كييزا 14 هدفاً وصنع 10 أهداف أخرى في جميع المسابقات، وكان ضمن قائمة فريق العام التي أعلنت عنها رابطة لاعبي كرة القدم الإيطاليين.
جاءت بطولة كأس الأمم الأوروبية 2020، التي تأجلت إلى عام 2021 بسبب جائحة كورونا، كفرصة ذهبية كييزا لتألق. بدأ البطولة كبديل، حيث لعب دومينيكو بيراردي في التشكيلة الأساسية في مباراتي إيطاليا سويسرا، ثم حل محل بيراردي وسجل هدفاً في الوقت الإضافي ضد النمسا في دور الستة عشر. لكن هدفه في مباراة الدور نصف النهائي ضد إسبانيا هو الذي جذب انتباه العالم، حيث ساعد إيطاليا في الفوز باللقب بعد الفوز على إنجلترا في المباراة النهائية بركلات الترجيح. بدا كييزا، الذي اختير ضمن التشكيلة المثالية للبطولة، على استعداد ليصبح إلى جانب حارس المرمى جيانلويجي دوناروما ولاعب الوسط نيكولو باريلا، في مقدمة الجيل القادم لمواهب كرة القدم الإيطالية.
ومع ذلك، تعطلت مسيرته الكروية بسبب إصابة بقطع في الرباط الصليبي في يناير 2022، التي أبعدته عن الملاعب لمدة ثمانية أشهر. على الرغم من تعافيه، لم يستعد كييزا مستواه المعروف، وتعرض للابتعاد عن التشكيلة الأساسية بشكل متكرر على مدار العامين الماضيين.
إذا كان أول موسم لكييزا مع يوفنتوس هو الأفضل في مسيرته الكروية، فليس السبب الوحيد هو حالته البدنية الجيدة فقط، ولكن أيضاً بسبب أسلوب المدير الفني أندريا بيرلو الهجومي. لكن خليفة بيرلو، ماسيميليانو أليغري، كان يركز على الاستقرار الدفاعي. ربما أثر ذلك سلبياً على كييزا، الذي كان يلعب في أكثر من مركز: جناح أيمن وجناح أيسر وصانع ألعاب ومهاجم صريح، دون أن ينجح في أن يكون الخيار الأول في أي من هذه المراكز.
ربما كانت هناك فرصة لكييزا لإعادة إحياء مسيرته الكروية مع يوفنتوس هذا الموسم، بعدما تولى المسؤولية تياغو موتا ولعب بطريقة هجومية سلسة وممتعة. ومع ذلك، تم إبلاغ اللاعب بأنه لن يكون جزءاً من خطط النادي هذا الموسم.
أنفق يوفنتوس أكثر من 150 مليون يورو في سوق الانتقالات هذا الموسم، وكان بيع كييزا، الذي كان يعد أحد أعلى اللاعبين أجراً، خياراً معقولاً لضبط الأمور المالية. كييزا لا يزال يبلغ من العمر 26 عاماً، والـ10 ملايين جنيه إسترليني التي دفعها ليفربول للتعاقد معه تعد مبلغاً معقولاً لمهاجم في الدوري الإنجليزي الممتاز في عام 2024.
تحدث كييزا قبل بطولة كأس الأمم الأوروبية التي أقيمت هذا الصيف عن طموحه المستمر في إثبات أنه قادر على أن يكون أحد أفضل اللاعبين في العالم. وعندما اتصل به مسؤولو ليفربول، عاد لوالده على الفور ليسأله عن رأيه. قال فيديريكو: “قال لي على الفور: اذهب! إنه الخيار الأفضل لمسيرتك الكروية”.
اقرأ ايضًا: